اسحاق
.:: مشرف::.
عدد الرسائل : 73 العمر : 73 البلد : تاريخ التسجيل : 02/02/2009
| موضوع: أكثروا من ذكر هادم اللذات الخميس نوفمبر 26, 2009 8:58 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم خلقنا الله سبحانه وتعالى وكلفنا بعبادته وضرب لنا موعدا نلقاه فيه ليحاسبنا على أعمالنا، وهل راعينا أمانة التكليف أم لا؟ وهل عملنا بأوامره واجتنبنا نواهيه أم لا؟ قال سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقال:{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.
وإذا كانت الحياة الدنيا مرتبطة بما بعدها، يعيش فيها الإنسان زمنا مقدرا ثم يتركها للقاء ربه، فلا بد للإنسان إذن من دوام تذكر هذه النهاية الحتمية التي تتمثل في الموت.
فالموت هو نهاية حياة الإنسان، وببلوغه تلك النهاية يكون قد ابتدأ مرحلة جديدة هي مرحلة الحساب، والثواب والعقاب، ونتيجتها إما الفوز وإما الهلاك.
والإنسان بطبعه كثير النسيان، فهو ينشغل عن المصير الحتمي الذي هو الموت وما يعقبه بالحياة الدنيا الفانية التي لا يدري كم يدوم فيها ويبقى. لأجل ذلك، وضع له الشارع قاعدة ذهبية تديم صلته بمستقبله الذي ينتظره، وتبقيه مربوطا بالغد الذي لا يعلم كنهه. وهذه القاعدة هي دوام تذكر هادم اللذات أي الموت. أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكثروا ذكر هاذم اللذات (يعني الموت)". والهاذم بالذال المعجمة هو القاطع. فيكون المعنى أكثروا من ذكر قاطع اللذات.
قال المناوي في فيض القدير: "لأن من ذكر أن عظامه تصير بالية وأعضاءه متمزقة هان عليه ما فاته من اللذات العاجلة وأهمه ما يلزمه من طلب الآجلة وعمل على إجلال الله وتعظيمه".
فالإنسان إذا أكثر من ذكر الموت تذكر الآخرة وما ينتظره فيها من حساب عسير، فيكون هذا دافعا له ليعيد النظر فيما قدّم من أعمال، فيتدارك الأخطاء ويتوب توبة نصوحة قبل أن يباغته الموت فلا تنفع التوبة ساعتها.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. أخرجه البخاري. | |
|